الأحد، 3 مارس 2013

فى معني أن أكبر - ليلى الجهني


- كنت قد انشغلت فترة بأن أبرر لهن ولغيرهن سبب عزوفي عن
الإنجاب ، ثم أدركت أني كمن يسبح في ماء بارد ، أبذل مجهودا جبارا كي أبلغ ضفة غير أكيدة ، وأن هؤلاء النسوة ومن يفكر بطريقتهن لا يعين أنفسهن كما أعي نفسي ، ولا يرين العالم من زاويتي ، فقررت أن أبتسم فحسب ، وأن أحاول أن أفهم كيف تعي
النسوة أن الإنجاب شيء جاد ، ثم يتعاملن معه بخفة ؟ وأن أفهم ما المغري في عناء الأمومة ؟ وأن أفهم كيف تظن امرأة أن كل الأبناء عمل صالح ، يمكن أن تدخره لأيامها الأخيرة فتردد بيقين فادح : " جيبي لك سند يشيلك لما تكبري " ؟ أنا لم أعرف كيف أجعلهن يدركن أني مفزوعة من مصيري ، وأني أشعر أن الحياة بالنسبة لي ورطة لا ينبغي أن أوقع مخلوًقا فيها إلا إن رغب . وما دمت لا أملك أن أسأل جنيًنا – قبل تخّلقه في رحمي ، وقبل أن يعي- إن كان يرغب أن يولد أم لا ؛ فليس في وسعي إذن أن أورطه وأتورط معه.


-الأمومة فردوس هش لأن عقوق ابن قد يجعله ندما ، ومرض ابن قد يصيره عذابا ، وموت ابن سيحيله إلى جحيم ، ثم هناك السهر والقلق واستنزاف الروح والجسد ، والخوف من الإفراط أو التفريط ، والقرارات التي ستطلع في منتصف طريق ما ، وسيكون لزاما اتخاذها ، وهناك كذلك الفكرة التي تمرضني عندما تمر ببالي – ربما بدافع من أنانيتي- فكرة : حياتي مع طفل لن تغدو لي ، ولن تبقى – على أهون حال – ما كانته قبل مجيئه ، وأني سأغدو مكرسة من أجل العناية والحماية والرعاية ، وسأصبح أقل شجاعة وأكثر تحفظا ، وسأحنق في مرات وأنا أهجس بأن حياتي لم تعد لي ، وقد أغدو مع طول الحنق أما سيئة ، وهذا ما لن أغفره لنفسي.


-إنني أكبر, وأتورط في سحر الكتب و القراءة أكثر فأكثر . لم تعد القراءة بالنسبة لي متعة بل غريزة كالجوع تمامًا ,و منذ وقت بعيد أدركت أن لا شيء يمنحني الأمان مثل أن أجد نفسي بين الكتب.”


-ماعاد يعنيني أن يفهم أحد اختلافي أو حتى يتقبله، ليس يأساً بل لأني أدركت أن الفهم الذي أنشده عصي على الأقل الآن، وفي هذه اللحظة، ومادام عصياً فليس من الجيد أن أستنزف طاقاتي في استجلابه، لأن معظم الناس لا تفهم إلا ما تعرف، ويُربكها الإختلاف.


-إنني أكبر ، وأميل إلى الصمت أكثر فأكثر . صارت تمرضني فكرة الكلام كلها . “ما من حياة هيّنة , و ما من حياة بسيطة أو تافهة , كل حياة معقدة بطريقتها الخاصة.


-الذي ينهك روحي أن أكون مع الناس طوال الوقت ، أو لفترات طويلة


-أنا لا أريد أن أعبر دون أن أعرفَ كل ما يمكنني أن أعرفه. 


-أنني أكبر....ما كتبته في العشرين لا يشبه ما أكتبه الأن ...صرت أقل حزنا وقلقا وأكثر سكينه ..صرت خارج اشياء كثيره ظننت انني لن اكون مره خارجها ..وأولها الأنتظار...ماعدت انتظر..وقد ربحت بهذا نفسي ووقتي وطاقه بددتها من قبل علي أمور و أناس لا تستحق .


-ما قيمة أن أكون موجودة في مقابل أن أكون باقية ؟


-أفهم توق الإنسان إلي إن يعرف، لكن في المقابل أفهم خوفي من أن أعرف قبل الأوان؛لذا أختار أن أخاف على أن تنهكني معرفة كيف أن حياتي ستتغير في لحظة ما.أجل سينهكني أن أعرف، و أن أنتظرأن يحدث ما عرفته، وأن يحدث،أو أن لا يحدث. يا للخسارة الفادحة ألا يكفي أن نخسر دون أن نعرف؟


-ظننت مرات أني موعودة بالألم ، وحاولت أن أفهم ل كان علي أن أكبر في ظله ، لكني أدركت فيما بعد أن الألم شرط إنساني ، وأن ما من إنسان إلا وهو مخلوق في َ كبد.


-عجزت عن أن لا أشعر في مرات كثيرة بأنني في المكان والزمان الخاطئين ، ليس لأنني أفضل ، بل لأن طباعي وأفكاري وطريقتي في أن أحيا حياتي لا تناسب هذا المكان ، ولا هذه اللحظة العصية من الزمان .


-أنا لا انام ...توقظني احلامي وكوابيسي احيانا..وفي احيان اخري توقظني افكاري...ويوقظني ان اهجس بمصيري ومصير احبتي..وكم يرعبني ان افكر بمصائر من احبهم ..في الموت الذي قد يأخذهم ..في المرض الذي قد يلحق بهم ..في الخيبه التي قد تفتت قلوبهم ..اعرف ليس بيدي ان امنع عني وعنهم ما ينتظرنا .لكن ليس بيدي ان لا اهجس بكل ذلك ..فلا انام.


-أين تذهب كل أعوامنا التي تغادرنا؟ أين تذهب؟ ولمَ لا يمكن أن نحتفظ بها في مكانٍ ما كثيابنا وأشيائنا العتيقة؟

-إنني أكبر، ويوجعني أن أتساءل طوال الوقت: أين تذهب الأيام الجميلة؟ كيف تبدأ؟ وكيف تجف كأن لم تغنَ بالأمس؟ وكيف يمضُّني الحنين إذ يعيدني إليها ولا يعيدها إليّ؟

-الخلودَ حِليَةُ من يعي لا من يتكاثر.


http://www.goodreads.com/book/show/7433963 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق