الثلاثاء، 14 مايو 2013

إيمان مرسال-المشي أطول وقت ممكن


المشي أطول وقت ممكن


وتظل عندنا جدران

نخربشها بأضافرنا
ونصرخ خلفها
دون أن نزعج أحداً
لديه وسائل أخرى لتمضية الوقت
....................................
لابد من تنظيم ما للتنفّسِ
عند الصعودِ لأعلى
من الوقوف بُرهة في المنتصف
أما هبوطُ السلالم
فيكفي تتبّع الدرابزين
لتحاشي السقوط
ويُستحسن عند الخروج إلى الدنيا
ان يظلّ الراس مرفوعا
وألا نلتفت
..................................
ولن أخبر أحدا
أنني أخفيت عنك الجُرح القديم في الرّكبة
الجُرح
الذى كان مَن أحببتْه يقبله
كمقدمةٍ طقوسيةٍ للبكاء.
..................................
ولأسبابٍ اُخرى
لم أسمع ثوريايّتكلم
إلا ليُدافع عن ثورته القديمة
أمام صامتين جُدد
الأنبياءُ يصمتون بالضرورة
عندما يصبحون أكثر قُرباً
مِن الذى ارسلهم
....................................
ولا اذكرُ من احلام الأمس
إلاالرغبةَ في تأريخٍ موضوعيٍّ
لإرتباطِ اللّذةِ بالعتمةِ
والعتمةِ بالرعبِ
والرعبِ بالإستيقاظ من النومِ
في مواجهة وجدان أسودَ

الخميس، 14 مارس 2013

محرر جريدة أمريكية يختبر القراء

محرر جريدة أمريكية يختبر القراء ﺑسؤالين في غاية السهولة والصعوبة معاً
السؤال الأول :
اذا كنت تعرف أم لـ ثمانية أطفال ، ثلاثة منهم صم ، واثنين عمى ، و واحد متخلف عقليا وهى نفسها مصابة بالزهري لكنها حبلى للمرة التاسعة ، فهل كنت تنصحها بالاجهاض؟!

السؤال الثانى :
يجرى انتخاب زعيم عالمى من بين ثلاثة مرشحين فقط ، وصوتك
هو الذى سيرجح ، فـ لمن منهم تصوت علما بأن بياناتهم كلاتى ..

-المرشح الاول : مدمن كحول وتدخين يخالط سياسيين غير شرفاء ، ويستشر منجما ‘

-المرشح الثانى : ينام الى الظهر ، ومدمن كحول ، تعاطى الأفيون فى المدرسة ، وفصل من العمل مرتين

-المرشح الثالث : نباتى ، وبطل حرب حائز على ارفع الأوسمة ، لايدخن ، مطلقا ، ولايشرب الكحول الا القليل من الجعة بـ المناسبات ، ولم يخن زوجته قط


فى العدد التالى كتب المحرر :
القارىء العزيز ..
المرشح الاول هو فرانكلين روزفلت"صنف من أعظم ثلاث رؤساء لأمريكا عاصر الحرب العالمية الثانية حيث قاد الحلفاء إلى النصر على الرغم من شلله."

والمرشح الثانى هو ونستون تشرشل"شغل ونستون تشرشل منصب رئيس وزراء بريطانيا يعتبر أحد أهم الزعماءِ في التاريخِ البريطانيِ والعالميِ الحديثِ.

أما المرشح الثالث : فهو أدولف هتلر

وأما بالنسبة لسؤال الاجهاض ان كانت اجابتك : نعـم
فـ اعلم انك قتلت .. بتهوفن !!

السبت، 9 مارس 2013

ناجى العلى

كان الصحفي والأديب الفلسطيني غسان كنفاني قد شاهد ثلاثة أعمال من رسوم ناجي في زيارة له في مخيم عين الحلوة فنشر له أولى لوحاته وكانت عبارة عن خيمة تعلو قمتها يد تلوّح، ونشرت في مجلة "الحرية" العدد 88 في 25 سبتمبر 1961.
في سنة 1963 سافر إلى الكويت ليعمل محررا ورساما ومخرجا صحفيا فعمل في الطليعة الكويتية، السياسة الكويتية، السفير اللبنانية، القبس الكويتية، والقبس الدولية.
حنظلة :
حنظلة شخصية ابتدعها ناجي العلي تمثل صبياً في العاشره من عمره، ظهر رسم حنظلة في الكويت عام 1969 في جريدة السياسة الكويتية، أدار ظهره في سنوات ما بعد 1973 وعقد يداه خلف ظهره، وأصبح حنظلة بمثابة توقيع ناجي العلي على رسوماته. لقي هذا الرسم وصاحبه حب الجماهير العربية كلها وخاصة الفلسطينية لأن حنظلة هو رمز للفلسطيني المعذب والقوي رغم كل الصعاب التي توجهه فهو شاهد صادق على الاحداث ولا يخشى أحد.
ولد حنظلة في 5 حزيران 1967، ويقول ناجي العلي بأن حنظلة هو بمثابة الأيقونة التي تمثل الانهزام والضعف في الأنظمة
العربية.

لوحات ناجي العلي

http://www.goodreads.com/book/show/14623253

مع الانتفاضة

 http://www.goodreads.com/book/show/9748281























أغلى 10 لوحات فنية في العالم

اسم اللوحة : Card Players

اسم اللوحة : No. 5, 1948

اسم اللوحة :    Woman III
 


اسم اللوحة : لوحة شخصية لـ Adele Bloch-Bauer I


اسم اللوحة : لوحة شخصية لـ Dr. Gachet



اسم اللوحة : Bal du moulin de la Galette

اسم اللوحة : Garçon à la pipe


اسم اللوحة : الصرخة



اسم اللوحة :   لوحة شخصية لـ  Joseph Roulin
اسم اللوحة : Dora Maar au Chat

الجمعة، 8 مارس 2013

الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل-إميل حبيبى



حكاية الثريّا التي رجعت تسفّ الثري

وبعد عشرين عامًا، لما قرأت عن كنز العجوز اللداوية ثريا عبد القادر مقبول، كيف أضاعته لسلامة طويتها، أي لسذاجتها، أيقنت أنني أحسنت صنعًا لما لم أبق عنصرًا من عناصر الخطر والفجاءة إلاّ حسبت حسابه، واحتطت له حيطة شديدة، حتى بقي سري دفينًا ما كشفت عنه إلاّ الآن، ولك يا محترم.
ففي العاشر من أيلول، من العام الخامس ب. ح ، الموافق عام 1971م روت صحيفتكم الاتحاد، عن معاريب، عن هآرتس، عن الشرطة الإسرائيلية العامة، عن شرطة اللد الإسرائيلية، أن السيدة العجوز ثريا عبد القادر مقبول، السن خمسة وسبعون عامًا، عادت من الأردن إلى بلدها ومسقط رأسها، مدينة اللد، بموجب نظام العطلة الصيفية عبر الجسور المفتوحة. وذلك بعد أن ظلت بعيدة عن بلدها ثلاثة وعشرين عامًا لاجئة في عمان مع زوجها وأولادها.
عاشت في عمان مع زوجها وطفلها وأبي عمرة الذي رحمها فلم تنجب منه أطفالاً. حتى شب ولداها، فسعيا إلى الكويت في طلب الرزق. فعادا بحفنة نفط أحمر، شيدا بها بيتًا في عمان، شيعا منه والدهما إلى مقره الأخير. ثم أقبل أيلول الأسود، عام 1970، على صورة دبابة هاشمية نقية تقية من طراز شيرمان، هدمته فلم يخرج من تحت الأنقاض سالمًا سوى الثريا وطويتها السليمة.
فلما وقفت ثريا عبد القادر مقبول بين الأنقاض في صحراء الغربة القاحلة، تذكرت عزها الدارس في فردوسها المفقود، في بيتها العامر في اللد. وكانت خبأت مفتاحه في نقره في الجدار. وكانت جمعت مصوغاتها في صفائح دفنتها في ذلك الجدار. وكانت توكلت ونزحت مع النازحين عام 1948، وهي تؤكد لنفسها: غدًا أعود.
فلما أقبل هذا الغد، بعد ثلاثة وعشرين عامًا، أزمعت أمرها. وفي الصيف عبرت الجسر المفتوح. فضيعت اللبن.
ولما أرادت أن تدخل بيتها القديم في اللد لتنتشل كنزها، أغلقت وريثتها الشرعية، من عهد نوح، الباب في وجهها. فلم تفاجأ حيث إن ظلم ذوي القربى أشد مضاضة.
فنصحها ذوو القربى، المقيمون في إسرائيل، أن تلتجئ إلى قبضة الأمن وعسس النظام، أي إلى الشرطة الإسرائيلية. فعملت بالنصيحة. فأرسلوا معها رجل شرطة ورجلاً قيمًا على أراضي إسرائيل. فلم يشاؤوا أن يقلقوا راحة الوريثة الشرعية، فأتوا منزل العجوز من خلف جداره، في منزل يقيم فيه ذوو قربى. فأحسنوا وفادتها. فأشارت إلى مكان في الجدار، فحفروا عميقًا. فوجدوا صفائح المصوغات. ثم أشارت إلى مكان آخر. فحفروا. فوجدوا المفتاح. فهللوا وكبروا واغرورقت عيون الجمع. ومسح الشرطي دموع رجل القيم بمنديله. فقوم القيم إنسانية رجل الشرطة تقويمًا عاليًا، فمسح دموعه بمنديله. وتعانق العرب واليهود. وتعايشا بدموع الفرحة والامتنان والإنسانية. فأبلغوا رجال الصحف. فنشروا الخبر. وأذاعته الإذاعة. وكم من معلمة في روضة أطفال، في تلك الأيام المشهودة، روت هذه الحكاية على أطفال الروضة، عن شرطة إسرائيل التي تبحث عن كنوز الأمهات الثكالى العربيات وتبحث عن الأطفال اليهود الضائعين، ولا يغمض لها جفن.
ولكن، حين مدت الأم الثكلى (الثريا)، يدها لتطول مصوغات عرسها، ناولها رجل القيم على أراضي إسرائيل (شهادة بالذهب، وأخذ الذهب وذهب. وأما الثريا فأخذت (شهادة الذهب) وذهبت، عبر الجسور المفتوحة، راجعة لتسف الثرى في مخيم الوحدات ولتدعو بطول البقاء لذوي القربى ولأولاد عمهم.
 حادث أصعب على التصديق من الموت على الأحياء
ظل ما حدث في تلك الأمسية الخريفية، على شاطئ الطنطورة المهجور، سرًا مصونًا من أسرار الدولة حتى يومنا هذا. ولكنني لا أعتقد أنهم سيحولون بينك وبين إذاعته بعدما جري منذ حزيران.
ولا أعلم ما دونوه في دفاترهم المحفوظة عما جرى في تلك الأمسية: أما ما حفظته في صدري ولا أنساه جملة وتفصيلاً، فهو ما يلي:
وقفنا أمام القبو الخرب، الذي قالوا أن (ولاءً ) مختبئ فيه بأسلحته ومتفجراته، فتكلمت (باقية):
- دعني له، فأنا أمه. ولم أحمله جنينًا فقط بل حملته سري، وحملته أملي.
فانتحيت جانبًا وجلست على سور متداعٍ أنظر إلى البحر الساكن فلا أرى، وأنظر إلى الشمس الغاربة فأشعر بالغربة.
واقتربت أمه من القبو المهجور، خطوة، ثم اقتربت منه خطوة أخرى، ثم نادت عليه:
- ولاء، يا ولاء. بني لا تطلق الرصاص فأنا أمك! فأطبق صمت.
- لا جدوى من المقاومة، فقد كشفوا أمرك.
فأتانا صوته، وقد جعله العمق أجش، وهو يتكلم، كعادته، مضطرًا:
- كيف?
- هم أرشدوني إلى مخبئك.
لست بمختبئ، يا أماه. إنما حملت السلاح لأنني مللت اختباءكم. فأطبق صمت.
حتى عاد صوته يأتينا من الأعماق. فعجبت لهذا الصوت العميق كيف يحتويه صدره الضامر:
- يا امرأة، يا التي هناك، من أنت?
- أمك أنا يا ولاء، فهل ينكر الولد أمه?
- أمي، وتجيء معهم!
- بل أرسلوني، مع والدك، وحدنا يا ولاء... ها هو جالس على بقية سور ينتظر إنقاذ بقيته.
- فلم لا يتكلم?
- إنه لا يحسن الكلام.
فتنحنحت.
- ما الذي جاء بك، يا أماه?
- أرسلوني كي أقنعك بأن تلقي سلاحك، فتخرج إلينا، فتسلم.
- لماذا?
- قالوا: رحمة بي وبأبيك.
- قه، قه، قه..
- أتطلق الرصاص على البطن الذي حملك?
- بل أقهقه، يا أماه. أرأيت كيف أصبحوا يتحدثون عن الرحمة. فكيف بهم إذا لعلعت?
فتنحنح العسكر.
- ولكنهم لا يرحمون أحدًا يا ولدي.
- فخفتهم?
- خوفي عليك يا ولاء.
فأطبق صمت، حتى عادت تناديه:
- ولاء يا ولدي، ألق سلاحك واخرج!
- يا امرأة، يا التي جئت معهم، إلى أين أخرج??
- إلى الفضاء الرحب يا بني. كهفك ضيق، مسدود كهفك. وسوف تختنق فيه.
- أختنق?.. أتيت إلى هذا الكهف كي أتنفس بحرية. مرة واحدة أن أتنفس بحرية!
في المهد حبستم عويلي. فلما درجت أبحث عن النطق في كلامكم، لم أسمع سوى الهمس.
في المدرسة حذرتموني: احترس بكلامك! فلما أخبرتكم بأن معلمي صديقي، همستم: لعله عين عليك! ولما سمعت حكاية الطنطورة، فلعنتهم، همستم في أذني: احترس بكلامك!
فلما لعنوني:
احترس بكلامك!
وحين اجتمعت بأقراني، لنعلن إضرابًا، قالوا لي، هم أيضًا: احترس بكلامك!
وفي الصباح، قلت لي، يا أماه: إنك تتكلم في منامك، فاحترس بكلامك في منامك!.. وكنت أدندن في الحمام، فصاح بي أبي: غيِّر هذا اللحن. إن للجدران آذانًا، فاحترس بكلامك!
احترس بكلامك! احترس بكلامك!
أريد ألاّ أحترس بكلامي، مرة واحدة!
كنت أختنق!
ضيق هذا الكهف يا أماه، لكنه أرحب من حياتكم!
مسدود هذا الكهف يا أماه، ولكنه منفذ!
فأطبق صمت حتى سمعنا صليل أسلحة من بعيد، فهتفت به أمه:
- منفذ?
الموت ليس منفذًا بل نهاية.
ليس في حياتنا ما يعيب حياتنا. فإذا استترنا فعلى أمل الخلاص استترنا. وإذا احترسنا فحرصًا عليكم.
أي عيب في الخروج إلينا، إلينا نحن يا ولاء، أبيك وأمك. وحيدًا لا تقدر على شيء.
- أقدر عليكم.
- لسنا أعداءك.
- لستم معي.
- بني، احترس..
- قه، قه، قه.. قوليها، يا أماه: احترس بكلامك! لقد أصبحت حرًا!
- حرًا..
كنت أعتقد أنك حملت السلاح لتنتزع حريتك!..
فأطبق صمت حتى سمعتها تقهقه:
- لو كنا أحرارًا، يا ولدي، ما اختلفنا. لا أنت تحمل سلاحًا ولا أنا أدعوك إلى احتراس. إنما نحن نسعى في سبيل هذه الحرية.
- كيف?
- مثلما تسعى الطبيعة في سبيل حريتها. فالفجر لا يطلع من ليله إلاّ بعد أن يكتمل ليله. والزنبقة لا تبرعم إلاّ بعد أن تنضج بصلتها. الطبيعة تكره الإجهاض يا ولدي.
والناس لا يتحملون ما أنت مقدم عليه.
- سأتحمل عنهم حتى يتحملوا عن أنفسهم.
- ولدي، ولدي،
هل هناك أجمل من وردة في عروة شاب? ولكن أمها لا تستطيع أن تمدها بالغذاء. دعني أضمك إلى صدري.
فأطبق صمت، حتى سمعته يتأوه:
- أماه، أماه، حتى متى ننتظر برعمة الزنابق?
- لا تنتظر يا بني. إنما نحن نحرث ونزرع ونتحمل حتى يحين الحصاد.
- متى يحين الحصاد?
- تحمل!
- تحملت عمري.
- فتحمل!..
- سئمت خنوعكم.
- لدينا فتية وفتيات لم يخنعوا. فاحذُ حذوهم! تحملوا أطول ليل، فحملوا الشمس فوق جباههم. ما استطاعوا إخراجهم من أرض إلاّ إلى زنزانة. وما هدموا عليهم بيتًا إلاّ بعد أن هدموا عليهم أسطورة..إنك يائس، يا ولدي.
- لا أرى حولي سوى الظلام.
- في الكهف.
- حياتي كلها كهف.
- فأنت لا تزال في البصلة تتبرعم. اخرج إلى نور الشمس!
- أين مكاني تحت الشمس?
- تحت الشمس.
- الدنيا بخير، يا ولدي. فكم من شعب انتزع حريته. وسيأتي موسمنا.
- أتظلين تحلمين بالجزر السبع وراء البحيرات السبع?
- إنها جزرنا وبحارنا.
والسندباد، يا ولاء، كف عن رحلاته، وصار يبحث عن الكنوز في تراب أرضه.
- حياته على أرضه لا تطاق.
- حين تصبح الحياة أرخص من الموت يصبح ما أصعب من بذلها أن نعض عليها بالنواجذ.
- ستموتين يا أماه، دون أن يعود أهلك.
- قبل أن يعود أهلي!
- كيف?
- الزمن. دع الزمن يزمن.
- قه، قه، قه.
- أترميني بالرصاص? أتقتل التي خلفتك?
- بل الزمن يقتل التي خلفتني ويقتلني.
لا تستخف بالزمن، يا ولاء. فبدونه لا ينبت زرع فنأكل.
ولا تطلع شمس بعد مغيب..
فهل جاء?
- سيجيء.
ولا يخرج سجين من سجنه.
- فهل خرج?
- سيخرج.
ولا تعبر تجربة حتى يتعظ الناس.
- فهل اتعظوا?
- هل تريد لجيل واحد أن يحسم في الأمر?
- جيلي
- لماذا?
- لأنه جيلي.
- بأي سلاح يحارب جيلك?
فأطبق صمت.
حتى سمعتها تسأله، مثلما كانت تسأله، وهو طفل، أن يقبلها:
- أي سلاح في يدك الآن يا ولاء?
- رشاش قديم من الصندوق.
فرأيتها تندفع راكضة نحو القبو المهجور، ويداها ممدودتان على جانبيها، كجناحي طير يسرع إلى عشه ليحمي جوازله، حتى كادت تغيب في فتحته المعتمة. وإذا به يصيح فيجمدها في مكانها:
- إنهم قادمون وراءك، يا أماه. فهل تحمينهم بحبي?
- لا يا ولاء، يا ولدي، بل آتية أنا إليك. ففي الصندوق رشاش آخر. وأحميك بحبي.http://www.goodreads.com/book/show/4638138س

الأحد، 3 مارس 2013

فى معني أن أكبر - ليلى الجهني


- كنت قد انشغلت فترة بأن أبرر لهن ولغيرهن سبب عزوفي عن
الإنجاب ، ثم أدركت أني كمن يسبح في ماء بارد ، أبذل مجهودا جبارا كي أبلغ ضفة غير أكيدة ، وأن هؤلاء النسوة ومن يفكر بطريقتهن لا يعين أنفسهن كما أعي نفسي ، ولا يرين العالم من زاويتي ، فقررت أن أبتسم فحسب ، وأن أحاول أن أفهم كيف تعي
النسوة أن الإنجاب شيء جاد ، ثم يتعاملن معه بخفة ؟ وأن أفهم ما المغري في عناء الأمومة ؟ وأن أفهم كيف تظن امرأة أن كل الأبناء عمل صالح ، يمكن أن تدخره لأيامها الأخيرة فتردد بيقين فادح : " جيبي لك سند يشيلك لما تكبري " ؟ أنا لم أعرف كيف أجعلهن يدركن أني مفزوعة من مصيري ، وأني أشعر أن الحياة بالنسبة لي ورطة لا ينبغي أن أوقع مخلوًقا فيها إلا إن رغب . وما دمت لا أملك أن أسأل جنيًنا – قبل تخّلقه في رحمي ، وقبل أن يعي- إن كان يرغب أن يولد أم لا ؛ فليس في وسعي إذن أن أورطه وأتورط معه.


-الأمومة فردوس هش لأن عقوق ابن قد يجعله ندما ، ومرض ابن قد يصيره عذابا ، وموت ابن سيحيله إلى جحيم ، ثم هناك السهر والقلق واستنزاف الروح والجسد ، والخوف من الإفراط أو التفريط ، والقرارات التي ستطلع في منتصف طريق ما ، وسيكون لزاما اتخاذها ، وهناك كذلك الفكرة التي تمرضني عندما تمر ببالي – ربما بدافع من أنانيتي- فكرة : حياتي مع طفل لن تغدو لي ، ولن تبقى – على أهون حال – ما كانته قبل مجيئه ، وأني سأغدو مكرسة من أجل العناية والحماية والرعاية ، وسأصبح أقل شجاعة وأكثر تحفظا ، وسأحنق في مرات وأنا أهجس بأن حياتي لم تعد لي ، وقد أغدو مع طول الحنق أما سيئة ، وهذا ما لن أغفره لنفسي.


-إنني أكبر, وأتورط في سحر الكتب و القراءة أكثر فأكثر . لم تعد القراءة بالنسبة لي متعة بل غريزة كالجوع تمامًا ,و منذ وقت بعيد أدركت أن لا شيء يمنحني الأمان مثل أن أجد نفسي بين الكتب.”


-ماعاد يعنيني أن يفهم أحد اختلافي أو حتى يتقبله، ليس يأساً بل لأني أدركت أن الفهم الذي أنشده عصي على الأقل الآن، وفي هذه اللحظة، ومادام عصياً فليس من الجيد أن أستنزف طاقاتي في استجلابه، لأن معظم الناس لا تفهم إلا ما تعرف، ويُربكها الإختلاف.


-إنني أكبر ، وأميل إلى الصمت أكثر فأكثر . صارت تمرضني فكرة الكلام كلها . “ما من حياة هيّنة , و ما من حياة بسيطة أو تافهة , كل حياة معقدة بطريقتها الخاصة.


-الذي ينهك روحي أن أكون مع الناس طوال الوقت ، أو لفترات طويلة


-أنا لا أريد أن أعبر دون أن أعرفَ كل ما يمكنني أن أعرفه. 


-أنني أكبر....ما كتبته في العشرين لا يشبه ما أكتبه الأن ...صرت أقل حزنا وقلقا وأكثر سكينه ..صرت خارج اشياء كثيره ظننت انني لن اكون مره خارجها ..وأولها الأنتظار...ماعدت انتظر..وقد ربحت بهذا نفسي ووقتي وطاقه بددتها من قبل علي أمور و أناس لا تستحق .


-ما قيمة أن أكون موجودة في مقابل أن أكون باقية ؟


-أفهم توق الإنسان إلي إن يعرف، لكن في المقابل أفهم خوفي من أن أعرف قبل الأوان؛لذا أختار أن أخاف على أن تنهكني معرفة كيف أن حياتي ستتغير في لحظة ما.أجل سينهكني أن أعرف، و أن أنتظرأن يحدث ما عرفته، وأن يحدث،أو أن لا يحدث. يا للخسارة الفادحة ألا يكفي أن نخسر دون أن نعرف؟


-ظننت مرات أني موعودة بالألم ، وحاولت أن أفهم ل كان علي أن أكبر في ظله ، لكني أدركت فيما بعد أن الألم شرط إنساني ، وأن ما من إنسان إلا وهو مخلوق في َ كبد.


-عجزت عن أن لا أشعر في مرات كثيرة بأنني في المكان والزمان الخاطئين ، ليس لأنني أفضل ، بل لأن طباعي وأفكاري وطريقتي في أن أحيا حياتي لا تناسب هذا المكان ، ولا هذه اللحظة العصية من الزمان .


-أنا لا انام ...توقظني احلامي وكوابيسي احيانا..وفي احيان اخري توقظني افكاري...ويوقظني ان اهجس بمصيري ومصير احبتي..وكم يرعبني ان افكر بمصائر من احبهم ..في الموت الذي قد يأخذهم ..في المرض الذي قد يلحق بهم ..في الخيبه التي قد تفتت قلوبهم ..اعرف ليس بيدي ان امنع عني وعنهم ما ينتظرنا .لكن ليس بيدي ان لا اهجس بكل ذلك ..فلا انام.


-أين تذهب كل أعوامنا التي تغادرنا؟ أين تذهب؟ ولمَ لا يمكن أن نحتفظ بها في مكانٍ ما كثيابنا وأشيائنا العتيقة؟

-إنني أكبر، ويوجعني أن أتساءل طوال الوقت: أين تذهب الأيام الجميلة؟ كيف تبدأ؟ وكيف تجف كأن لم تغنَ بالأمس؟ وكيف يمضُّني الحنين إذ يعيدني إليها ولا يعيدها إليّ؟

-الخلودَ حِليَةُ من يعي لا من يتكاثر.


http://www.goodreads.com/book/show/7433963 

الخميس، 28 فبراير 2013

القبعة والنبي -غسان كنفاني

"هل هناك ماهو أكثر رعباً في حياة إنسان كان يخبئ الحب في جيبه كسلاح أخير للدفاع عن نفسه؟" غسان كنفاني, القبعة والنبي

أنجز كنفاني كتابة هذه المسرحية في بدايات عام 1967. غير ان "القبعة والنبي" لم تعرف طريقها الى النشر الا عام 1973، اي بعد استشهاد غسان كنفاني بحوالي تسعة اشهر. اذ نشرت، للمرة الاولى، في مجلة "شؤون فلسطينية" نيسان 1973.

مسرحية فلسفية إنسانية قصيرة 
-أشك أن النسخة التى أمتلكها كاملة فمازالت تحتاج لنهاية-

تصور المسرحية كيف أن الإنسان من الممكن أن يكون غريبا مغتربا فى دنياه
و كيف أن الإنسان فى وسط أحزانه دئما ما تكون له القدرة على استجلاب أبسط الأشياء التى يراها جميلة من وجهة نظره.

"الحب وحده لا يستطيع مهما بلغت حرارته أن يخبز رغيفاً" غسان كنفاني, القبعة والنبي


تدور أحداث المسرحية فى المحكمة حول الشاب الفقير الذى لا يكاد يملك ثمن خبزه و يتهم بقتل (شىء) و يتضح بعد ذلك أنه جسم فضائى جاء لاستطلاع الأرض و سقط فى شرفته.
 
هذا الشاب على وشك أن يتعرض لدعوى قضائية من المحلات و الدكاكين التى بجواره لعدم سداده لديونه و أيضا لا يعرف كيف يتخلص من الطفل الحرام الذى زرعه فى رحم السيدة التى يحبها و هكذا تحاصره المشاكل من كل النواحى إلا أنه لا يحس بمعنى الدنيا إلا بوجود هذا ال(شىء) الذى لا يعرف كلاهما أى شىء عن عالم الأخر. 
"أن تصحو فتجد أنك لم تفعل شيئاً وأن ليس ما تستطيع أن تفعله. أن تتذكر فجأة أن لحظة ما في الماضي كانت في وقتها كل شيء بالنسبة لك" غسان كنفاني, القبعة والنبي
وتنتهى الأحداث فى النسخة التى أمتلكها على أن والدة السيدة و السيدة نفسها يريدونه أن يبيع هذا ال(شىء) و لكنه لا يوافق لأنه يرى فيه ملاذه و دنيته .

"الفكرة إذا ولدت فـ ليس بالوسع التخلص منها .. بالوسع خياتنها فقط" غسان كنفاني, القبعة والنبي